الاثنين، 14 مايو 2012

مواطن إماراتي يستصرخ

مواطن إماراتي يستصرخ حكامه قبل أن يعتقل: اوقفوا تجاوزات جهاز أمن الدولة
كتب المدون الإماراتي راشد عبدالواحد احمد ال علي رسالة مفتوحة إلى حكام الإمارات
يستصرخهم انقاذ الإمارات التي شبه الأحداث التي تجري داخلها من توغل الاجهزة الأمنية بما جرى
في سوريا وليبيا وتونس ومصر.
كلمات المدون قد تؤدي إلى اعتقاله كما اعتقل غيره لتجاوز ما يسمى بالخطوط الحمراء.
وهذا نص رسالته:
والدي والد الإمارات ورئيسها وقائدها وحكيمها ونبضها الدائم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد
آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ورعاه
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم
دبي حفظه الله
أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للإتحاد حكام الإمارات حفظهم الله
سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي حفظه
الله
أخاطبكم ولست أهلا بمخاطبتكم
أخاطب فيكم عقول أهل السماء وحكمة أهل الأرض
أخاطب فيكم ما للمواطن في عقولكم وقلوبكم من مكانة
أخاطب فيكم ما ورثتموه من زايد من نهج وسيرة
أخاطب فيكم نصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم
أخاطب فيكم إيمانكم بدولة المؤسسات والحياة المدنية
أخاطب فيكم ما لكم في قلوب أبنائكم وإخوانكم المواطنين من محبة وتقدير
أصحاب السمو، قادتي الكرام
أكتب إليكم بنبرة حزينة لما آلت إليها الأمور في البلد، نعم أنا حزين لأن دار زايد لم تكن في يوم
من الأيام كما هي اليوم، حزين لأن هناك في الوطن من يسئ إلى الوطن من حيث يقصد أولا
يقصد، يسئ إلى إرث زايد وراشد، يسئ إلى قادة هذه البلاد المباركة، بل يسئ إلى سمعتها من بين
الدول والأمم.
كيف ذلك ومن هم؟
هم يا قادتي الكرام بعض القائمين المتنفذين في جهاز أمن الدولة من خلال ممارسات غريبة
وشاذة لا تمت بدار زايد ولا بأخلاق زايد ولا أبناءه الكرام ولا بما تعارف عليه الإماراتيون فيما بينهم
منذ الأزل.
أصحاب السمو، قادتي الكرام
يؤسفني القول أن ما كان يدور في تونس ومصر وليبيا وسوريا قبل نشوء الثورات من سلوكيات
أمنية بغيضة كتخوين المواطنين الداعين إلى الإصلاح ونزع الوطنية عنهم وتشويه سمعتهم
وكيل التهم الجوفاء لهم والإعتداء الجسدي عليهم هو نفسه ما يحصل عندنا اليوم ولكن بأدوات
محلية تارة وعربية تارة أخرى، وهي كلها تجتمع بأفقها الأمني الضيق.
أصحاب السمو، قادتي الكرام
لقد غدت الكتابة الناقدة الناصحة الطامحة للأفضل والأجمل للوطن في نظر القائمين على جهاز
أمن الدولة كتابة مشبوهة مثيرة للفتن هي وأصحابها
لقد غدا كل مواطن لا ينصاع للتعسفات والأوامر الظالمة من جهاز أمن الدولة كالتجسس على
إخوانه المواطنين مجرم ومرتكب جريمة يستحق عليها المحاسبة والعقاب
لقد أصبح تجمع المواطنين في المساجد لتلاوة كتاب الله وتدارس سيرة المصطفى عليه الصلاة
والسلام والنهل من الفقه الإسلامي وتدارسه خارج نطاق اوقات الصلوات ضربا من ضروب الفتنة،
يجب محاربته إلا من لقاءات رسمية جوفاء قاحلة تشرف عليها الأوقاف نفسها
لقد أصبح كل إتصال للمجموعات الثقافية والفكرية في البلد مع نظيراتها في الدول العربية
والإسلامية والأجنبية في نظر أمن الدولة إتصالات مشبوهة وأصحابها ذو أجندة خارجية ورجالها
مدسوسون تحركهم دوائر أجنبية مشبوهة وفكرهم هادم هدام واجب الاستئصال والمحاربة
أصحاب السمو، قادتي الكرام
وعلى إثر ما سبق فقد غدا المثقف الإماراتي صاحب الرأي المستقل والفكر الإصلاحي في البلد لا
يأمن على وظيفته، ولا تجارته، ولاهويته الوطنية، ولا حتى على نفسه من مداهمة أمنية ليلية
وحشية لمنزله من غير إكتراث لمن هم في البيت من الأطفال والنساء والأعراض والتهم ضدهم
دائما وأبدا معلبة جاهزة
أصحاب السمو، قادتي الكرام
والأدهى والأمر في تجاوزات جهاز أمن الدولة وممارساته التعسفية أنها تمارس حينا بإسم أصحاب
السمو حكام البلد الكرام وحاشاكم من ذلك ونحن نشهدالله ومن دب فوق الثرى أن حكامنا برآء من
الظلم والتعسف والطغيان، هذا ما نعتقده ونراه والله حسيبهم
فبإسمكم يا قادتنا الكرام يتم اليوم سحب جنسيات المواطنين الأخيار الأصفياء وبإسمكم يهدد
الناصحون والمخلصون من أبناء البلد بسحب الجنسيات والإعتقال والسجن
وبإسم رضاكم يحيلون الكوادر الوطنية المؤهلة الخبيرة من وزارات التربية والعدل والأوقاف
للتقاعد التعسفي وإستبدالها بكوادر أجنبية غريبة التوجهات والعادات
وتحت مسميات واهية أخرى يتم غلق مؤسسات ثقافية وإرشادية وحقوقية وإجتماعية وإستبدالها
بمجالس أمنية معينة
أصحاب السمو، قادتي الكرام
في كل دول العالم المتقدم والأمم ذات حضارة تعتبر الحكومات والأجهزة الأمنية مؤسسات
المجتمع المدني جزءا رئيسا مكملا للحكومة، تساند أدوارها وتحفظ لها كياناتها وإستقلاليتها
وتدعمها ماديا ومعنويا، هذا عند الأمم المتقدمة أما عند القائمين على جهاز أمن الدولة عندنا
فتعتبر تلك المؤسسات أوكار فساد وبؤر فتنة والقائمون عليها مفسدون يجب إستئصالها
وإستئصالهم حتى وإن كانت مساهمات تلك المؤسسات محل تقدير ومباركة الأفراد والمجتمع
وحينا المسؤولين في البلد أنفسهم
أصحاب السمو، قادتي الكرام
كل إماراتي يحفظ لمؤسس الدولة رحمه الله ويحفظ لكم وصاياكم الدائمة في قول الحق
والتعبيرعنه بكل حرية ومسؤولية وشفافية من غير خوف ولا خشية، فهل يجرؤ المواطن
الإماراتي اليوم على ذلك في ظل العقلية الأمنية السائدة وسيطرتها على مفاصل الحياة؟ وكم هم
عدد الأسر المواطنة التي حرم الجهاز أبنائها قوتها اليومي وأصبحت تستدين من أجل لقمة عيشها
بسبب قول الحق ورفض الخنوع والتجسس؟
أصحاب السمو، قادتي الكرام
منذ متى أصبحت دولة الإمارات تتعامل مع أبنائها بهذه الطريقة؟ وهل يلام المواطن إن رأى يوما
في الجهاز والقائمين عليه مصدر رعب وخوف وفزع؟ وإلى متى سيظل المواطن صامتا ساكتا أمام
هذه التجاوزات اللاإنسانية واللاوطنية من الجهاز؟
أليس في إبعاد عائلات سورية لا ذنب لها سوى مشاركتها في تظاهرة ضد القمع والظلم والإجرام
الممارس في حق أبنائهم وأهليهم هناك على يد عصابات القتل والرعب عن البلاد إساءة للوطن
وحكامه؟ ألا يصبح القائمين على هذا الامر من جهاز أمن الدولة مشاركين للمجرمين أفعالهم
اللاإنسانية؟
أصحاب السمو، قادتي الكرام
ألم يأوي زايد وراشد ومكتوم الثكالى والأيامى والمستضعفون؟ منذ متى أصبحت دار زايد تعامل
المستضعفين في الأرض هكذا؟
أصحاب السمو، قادتي الكرام
إنني ومن أفقر بيت إماراتي وأقله وجاهة وأدناه منزلة إجتماعية أتشرف أن ألح عليكم بإسم تراب
هذه الأرض المباركة، بإسم الوفاء لزايد وإرثه، بإسم القلوب التي ملأتموها حبا ووفاءا أن
تدركوا أفعال بعض القائمين والمنتسبين لهذا الجهاز وتحاسبوهم عليها وتنصفوا المظلومين
الذين طالما بكت أمهاتهم وآباءهم وأبناؤهم من ظلم أفعالهم وممارساتهم السيئة
أصحاب السمو، قادتي الكرام
ألح عليكم بإسم أمهاتنا اللاوتي يرفعن أكف الضراعة ليلا ونهارا لكم بالدعاء والرحمة والبركة
أن لا تتركونا وأبناؤنا وأهلونا وإخواننا المواطنون لعذابات القائمين على هذا الجهاز الذي لا
يرجو بعقيدته الحالية لمؤمن خيرا ولا يحفظ لمواطن حر كرامة.
أصحاب السمو، قادتي الكرام
إن مصطلح الثقة ليست كافية لتعبر عن مشاعري بأنكم ستخلدون إرثا مكملا لإرث زايد رحمه
الله، تاريخا جديدا لدولة الإمارات وأبنائها المخلصين، بأنه لا تدخلات أمنية بعد اليوم في حياة
المواطن والمجتمع المدني لدولتنا الحبيبة، فهل أصبح مثل هذا المطلب كبيرا على المواطن؟
الجواب: كلا وألف كلا بما أنعم الله علينا من حكام مباركون أمثالكم، أما آن للدولة أن تجمع كل
أبنائها بمختلف مشاربهم وإتجاهاتهم الفكرية والثقافية والمذهبية تحت عباءتها؟ نعم وألف نعم
بوجود قادة حكماء من أمثالكم، أما آن للمواطن أن يستشعر الأمن والأمان على فكره وتعبيره
ورأيه وإن كان مخالفا للرأي الرسمي في البلد من دون خوف على نفسه ووظيفته وراتبه
وتجارته؟ الجواب: بلى وألف بلى في ظل وجود قادة حكماء من أمثالكم، أما آن يا قادتي الكرام أن
يحصل كل ذلك من غير تخوين ولا إقصاء ولا تعنيف ولا مداهمات ليلية؟ الجواب: بالتأكيد نعم
في ظل وجود قادة حكماء من أمثالكم
أصحاب السمو، قادتي الكرام
إنني كمواطن إماراتي عانى كثيرا ومازال يعاني وغارق في الخوف على بلدي أعتقد تماما أن
الإمارات اليوم لهي في أمس حاجة لحكمتكم وتدخلكم حفظكم الله، حكمة رئيس الدولة ونائبه
والحكام وولي عهد أبوظبي لأن الأمر جلل ومن يقول بغير ذلك فقد هان عليه أمر البلد
أصحاب السمو، قادتي الكرام
وإننا لنعاهدكم أن نكون عين البلاد الساهرة ويدها الباطشة مع بقية أجهزة الدولة الأمنية وعلى
رأسها جهاز أمن الدولة لكل من تسول له نفسه التفكير بالنيل من منجزات بلادنا أوالطمع بحفنة
من ترابها أو الجنوح نحو المساس بشرعية حكامنا، فأموالنا دون أموالكم وأعراضنا دون أعراضكم
ودماؤنا دون دماؤكم
أصحاب السمو، قادتي الكرام
هذه همسة أخيرة أتشرف كثيرا أن أبلغها لكم، ليس كل مواطن دعا للديمقراطية والإصلاحات
السياسية والمجتمع المدني هو ضامر شر، بل هو داع خير يريد أن يحمل معكم جزءا يسيرا من
المسؤوليات أمام الله تعالى يوم القيامة
أيها الأمم من حولنا ومن خلفنا
إعلموا أننا أبناء هذه الأرض المباركة التى وحد كياناتها وطموحاتها وأهدافها زايد وسانده فيها
راشد وإخوان لهما في بوتقة واحدة نشهدكم ونشهد العالمين من خلفكم أننا نحب حكامنا وندين
لهم بالشرعية والولاء ما صاروا بنا بدين الله ومنهج رسوله صلى الله عليه وسلم ما استطاعوا إلى
ذلك سبيلا ولن نرضى لهم بديلا ولو ثارت كل بلاد الدنيا على حكامها لنثور نحن من أجلهم ومن
أجل بقائهم ما بقيت لنا أنفاس تحيا وزفرات تخرج
كتبه ابن الإمارات: راشد عبدالواحد احمد ال علي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق